من قتل أبو عمار …؟؟؟

هل مات أبو عمار مقتولا .. ؟؟ وكيف ولماذا قتل.. ؟؟ ومن هو القاتل الحقيقي..؟؟ ومن هم الشركاء الفعليّون في الجريمة.. ؟؟ هل ستكون هناك قضية..؟؟ ومن سيرفع هذه القضية..؟؟ وأمام أي محكمة سترفع.. ؟؟ ووفق أي قانون سيحاكم المجرمون القتلة.. ؟؟ أسئلة قد تكون الإجابة عليها موحدة ومعروفة لدى كل طفل وشاب وشيخ فلسطيني.. ومن المؤكد أيضا أن عباس وقريع وفتوح، وكل اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واللجنة المركزية لحركة فتح، وكافة القوى السياسية الفلسطينية، والمجلس التشريعي الفلسطيني، يعرفون كذلك الإجابة تماما عليها.. ولكن هذه الأسئلة ليست هي الأسئلة المهمة بالدرجة الأولى، ولا حتى الإجابة اللفظية عليها.. فالأمر المهم أكثر هو هل سيثنينا هذا القتل عن مواصلة الدرب الذي سار عليه أبو عمار ودفع حياته ثمنا له.. ؟؟ .
قد لا يكون أبو عمار قد قتل بالسم مع انه لا يمكن شطب هذا الاحتمال من الأسباب المباشرة للوفاة، ولكن المؤكد والذي لا جدال فيه أن شارون شخصيا وكل زعماء إسرائيل هم من قتلوا أبو عمار.. عندما حاصروه بقواتهم ودباباتهم لأكثر من ثلاث سنوات في المقاطعة، حيث المكان الضيق والغير صحي، وحيث نقص الراحة الكافية وانعدام الهواء المشبع بالأكسجين وقلة الطعام الصحي وانعدام الرعاية الطبية الخاصة لرجل عجوز في منتصف السبعين من عمره، وحيث الإرهاب اليومي والتهديدات بالقتل والاعتقال والإبعاد.. نعم إنها الأسباب الحقيقية للوفاة، والتي تجعلها قتلا عمدا عن سبق إصرار وتدبير وتخطيط.. إن حكام إسرائيل بسياسييها وعسكريّيها هم المسئولين عن قتله، لأنهم رأوا فيه عائقا منيعا في وجه مؤامراتهم التصفوية، ولأنهم رأوه قائدا مجمّعا وموحّدا ومنظّما للكفاح الوطني الفلسطيني.. لأنهم أرادوا أن يسقطوا بإسقاطه رمز النضال الوطني الفلسطيني، ظانين أنهم من الممكن بفعلتهم الشنيعة هذه، أن يجدوا فلسطينيا آخر يستجيب لاملاءاتهم، ( ويكون كرزاي آخر أو علاوي فلسطيني جديد يخون وطنه وشعبه .
وبوش وأمريكا هم الشركاء الفعليون في تنفيذ الجريمة، لأنهم ساندوا عسكريا وسياسيا ودبلوماسيا كل الحملات الإجرامية الإسرائيلية، التي قام بها ونفّذها شارون، ضد الشعب الفلسطيني وضد رئيسه المنتخب.. شركاء عندما اعتبروا عرفات وهو الرئيس المنتخب ديمقراطيا زعيما للإرهاب، وأطلقوا يد شارون الآثمة لتفعل ما تريد بحق الرئيس وشعبه..
والزعماء العرب أيضا شركاء حقيقيون في الجريمة، بصمتهم وتخاذلهم وجبنهم.. شركاء لأنهم لم يفعلوا شيئا أمام الحصار الفظيع، الذي استمر لسنوات تحت سمعهم وبصرهم، بل ومارسوا هم أيضا شتى الضغوط عليه ليقتلوا روحه المعنوية.
قد يظن القتلة ومساعديهم أنّ إسدال الستارة عن حياة هذا القائد العظيم للشعب الفلسطيني سيفتح الطريق أمام مخططاتهم، لكنهم لا يدركون أن الستارة الحقيقية قد فتحت الآن أكثر من أي وقت مضى، لتكشف للفلسطينيين الوجوه الحقيقية لأعدائهم، وتكشف مآربهم الخبيثة، فتزيد الشعب إصرارا على مواصلة النضال، وتزرع مزيدا من الحقد في قلب كل طفل وشيخ وامرأة فلسطينية ضد هذا الاحتلال، وضد أمريكا وضد الزعماء العرب الجبناء أدوات الاستعمار.. وسيكون مقتل أبو عمار قضية يرفعها الشعب الفلسطيني ويرفع معها قضيته العادلة أمام كل المحاكم والمحافل الدولية وسيقدمها للضمير العالمي ليقول كلمته فيها ويصدر حكمه العادل ضد المجرمين ونازيّي القرن الواحد والعشرين من المحتلين الإسرائيليين وحلفائهم الأمريكان.. سيكون مقتل أبو عمار قضية تلهب الجماهير.. قضية تعمق من نهج التمسك بالثوابت الوطنية الذي سار عليه أبو عمار

[i]